المنتدى المغربي العربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المنتدى المغربي العربي

منتديات المغربي الأصيل يرحب بزواره الكرام
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 كيف تفسد البيئة وتنقلب نقمة على الانسان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فاطمة الزهراء
عضو ممتاز
عضو ممتاز
فاطمة الزهراء


انثى
عدد الرسائل : 333
العمر : 31
مدينتي : وجدة
مهنتي : تلميدة
هوايتي : الرياضة
تاريخ التسجيل : 24/12/2007

كيف تفسد البيئة وتنقلب نقمة على الانسان Empty
مُساهمةموضوع: كيف تفسد البيئة وتنقلب نقمة على الانسان   كيف تفسد البيئة وتنقلب نقمة على الانسان Emptyالأربعاء يناير 02, 2008 7:57 pm

من المباحث الهامة البحث عن الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى فساد البيئة وتلوثها وإخلال توازنها, وانقلابها نقمة على الإنسان, بعد أن كانت نعمة له, ورحمة به.
والنظرة الإسلامية هنا واضحة تمام الوضوح, وهي أن تصرفات الإنسان المنحرفة هي السبب الأول وراء ذلك.
العلو في الأرض
ومن أسباب فساد البر والبحر: علو الإنسان في الأرض: أي طغيانه واستكباره بغير الحق, وتجاوزه حده, كما تمثل ذلك في فرعون, الذي قال فيه القرآن: (إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً, يستضعف طائفة منهم, يذبح أبناءهم ويستحي نساءهم, إنه كان من المفسدين) القصص:4.
وأي إفساد أعظم من تذبيح الذكور, واستحياء الإناث, فهو يريد أن يقضي على هذه السلالة, وسبب ذلك استضعافها والاستهانة بأمرها, واستعلاؤه عليها, ولذا قال تعالى عنه في سورة أخرى: (إنه كان عالياً من المسرفين) الدخان:31.
ولا عجب إن أدى به هذا العلو إلى (التأله) وادعاء الربوبية للناس (فحشر فنادى. فقال: أنا ربكم الأعلى) النازعات:23ـ24. وفي سياق آخر قال: (يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري) القصص:38.
إن هذا العلو المستكبر المتأله هو الذي انتهى بفرعون وملته إلى الهلاك والدمار (ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون) الأعراف:137.
وما صنعه فرعون قديماً في بلد واحد هو مصر, يصنعه (فرعون الحديث) في بلاد شتى من عالمنا. وفرعون الحديث هنا هو إنسان الحضارة الغربية المعاصر, الذي علا في الأرض و(تأله) فيها, وإن لم يدع الألوهية قولاً, فهو يمارسها فعلاً, ويتصرف في هذا الكون تصرف الإله الذي لا يسأل عما يفعل, لأنه, كما عبر بعض علمائهم وفلاسفتهم, أصبح مالكاً للطبيعة, بعد أن قهرها وانتصر عليها.
اتّباع الهوى
ومن أعظم ما يفسد البيئة كذلك, ويجلب الفساد في البر والبحر والجو: اتّباع الإنسان لهواه, وركضه وراء شهواته, وإشباع غرائزه الدنيا, على حساب المثل العليا, وخضوع الإنسان لنداء أنانيته وفرديته, ولو جار ذلك على حقوق غيره, وترجيحه لرغبات يومه, دون التفاوت إلى غده. فهذا هو الذي ينزل بالإنسان من مخلوق راشد يجعل شهواته تحت سلطان عقله, إلى مجرد حيوان تسيره غريزته, فلا عقل له, ولا ضمير له. وفي هذا يقول القرآن (والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم) محمد:12. وقال عز وجل: (أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلاً. أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون, إن هم إلاّ كالأنعام, بل هم أضل سبيلاً) الفرقان:43ـ44. وإنما كانوا أضل سبيلاً من الأنعام لأمرين:
الأول: إن الأنعام لم تؤت ما أوتوا من العقل و الإرادة والمواهب الروحية, وبالتالي لم ينزل لها كتاب, ولم يبعث لها رسول.
والثاني: إن الأنعام قد أدت مهمتها المنوطة بها, فآتت درها ونسلها, وحملت الأثقال وأثارت الأرض وسقت الحرث, ولم تتمرد على أداء رسالتها يوماً.
أما الإنسان فرغم ما أوتي من الملكات والقدرات, لم يؤد رسالته التي كلف بها, فلا غرو أن يكون أحط من الأنعام, و أضل سبيلاً منها.
و إنما أنزل الله كتبه, وبعث رسله, ليخرجوا الناس من العبودية لأهوائهم إلى العبودية لله وحده, واتباع شريعته, وبغير هذا يحدث الفساد في الكون كله, كما قال تعالى: (ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن) المؤمنون:71.
وقال تعالى لنبيه داود (يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله) ص:26.
وقال: (ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله) القصص:50.
الانحراف عن الميزان الكوني
ومن أسباب ظهور الفساد في البر والبحر: انحراف الإنسان عن (الميزان الكوني) الذي أقام الله تعالى عليه هذا العالم, فقد خلق كل شيء فيه بقدر, ووضع كل شيء فيه بحساب (وكل شيء عنده بمقدار) الرعد:8. ( وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض)المؤمنون:18. (والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون) الحجر:19.
وآيات كثيرة دلت على أن كل شيء في هذا الكون الكبير مخلوق بمقدار وميزان, ومن أجلى الآيات وأظهرها دلالة على هذا المعنى آيات سورة الرحمن: (الشمس والقمر بحسبان. والنجم والشجر يسجدان. والسماء رفعها ووضع الميزان. ألا تطغوا في الميزان. وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان) الرحمن:5ـ9
فأشارت هذه الآيات إلى الميزان الكوني الذي قرنه الله برفع السماء, ولا يظن ظان أن هذا الميزان هو الذي توزن به الأشياء المشتراة من السوق, فهذا يقرن بالكيل, ولا يقرن برفع السماء..
وأمرت الآيات بإقامة الوزن بالقسط, أي العدل, ونهت عن (الطغيان) في الميزان, وهو الإسراف والإفراط, كما نهت عن (الإخسار) في الميزان, وهو التقصير والتفريط. وموجب هذا هو الوقوف عند حد الوسط والاعتدال. وهو ما تميزت به هذه الأمة (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) البقرة:143.
وإن الفساد إنما يحدث في الأرض بتجاوز العدل أو القسط, والانحراف إلى الطغيان أو الإخسار.
وإن الخير كل الخير في إقامة الوزن بالقسط في كل شيء, وهو ما بعث الله به رسله وأنزل به كتبه, كما قال تعالى: (لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط) الحديد: 25.
والقسط مطلوب في تعامل الإنسان مع نفسه, وتعامل الإنسان مع أسرته, وتعامل الإنسان مع قومه, وتعامل الإنسان مع خصومه, فلا يجوز أن ينحرف الإنسان عن القسط لعاطفة محبة أو عداوة (كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين) النساء: 135.
(ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا, اعدلوا هو أقرب للتقوى) المائدة: 8.
وكذلك يطلب القسط في تعامل الإنسان مع البيئة بعناصرها المختلفة, بلا طغيان ولا إخسار في الميزان, أي بلا إفراط ولا تفريط. وهذا هو العدل والاعتدال.
فإذا خرج الإنسان عن هذا الحد, فطغى في الميزان أو أخسر فيه, فقد أساء وتعدى, فإذا استمر في ذلك, ولم يراجع نفسه, ويثب إلى رشده, ويتب إلى ربه, فقد استحق عقوبة الله تعالى, وكان تجاوزه ذلك سبباً في ظهور الفساد في البر والبحر.
الكفر بأنعم الله
ومن أسباب فساد البيئة أو ظهور الفساد في البر والبحر: الكفران بأنعم الله تعالى.
فقد آتى الله الإنسان نعماً كثيرة هيأ له أسبابها, ووفر له مصادرها, ويسر له سبلها, وكلما كانت حاجته إلى هذه النعم وأنفسها وأعظمها عند الإنسان هي أرخصها, بل هي في الأغلب توفر له مجاناً بلا مقابل, مثل الماء والهواء, والشمس والضياء. فإن الله تعالى وفرها للعباد بكميات وافرة, تفي بمتطلبات الإنسان وحاجاته دون أن يحتكرها أحد, إلا ظالماً, كالذين يحتكرون الماء العام, وهو في الأصل ملك للناس كافة. بيد أن الإنسان لم يرع حق هذه النعم الجليلة, ولم يؤد شكرها,كما يجب, بل استخدمها في غير ما خلقت له, فعصى الله تعالى بها, أي أنه اتخذ نعم الله أدوات في معصية الله. وهذا هو الكفران بالنعمة, الذي يؤدي إلى زوالها, ويوجب لفاعله العقوبة من واهب النعم سبحانه. وقد قال عز وجل: (لئن شكرتم لأزيدنكم, ولئن كفرتم إن عذابي لشديد) إبراهيم:7. فكل من كفر بأنعم الله استحق عذابه جزاء وفاقا, (ذلك بما قدمت أيديكم, وأن الله ليس بظلام للعبيد) آل عمران:182.
ولقد أشار القرآن إلى قرية تغير حالها من سعادة إلى شقاوة, ومن أمن إلى خوف, ومن سعة إلى ضيق بسبب هذا الكفران. قال تعالى: (وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان, فكفرت بأنعم الله, فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون) النحل: 112.
ومثل هذه القرية القوم الذين أشار إليهم القرآن في سورة أخرى, إذ قال: (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار) إبراهيم:28.
كما ذكر القرآن لنا قصة سبأ, وما من الله به عليهم من نعمة, وكيف قابلوا هذه النعم بالكفران, فكان جزاؤهم هلاكها وحرمانهم منها, كما قال تعالى: (لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور. فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل. ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور) سبأ:15ـ17.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كيف تفسد البيئة وتنقلب نقمة على الانسان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى المغربي العربي :: علوم وتكنولوجيا وثقافة :: الإنسان والبيئة-
انتقل الى: