.... تَحِيّـ’’ـة حُـ’’ـبّ ....
إذا قُدِّر لك أثناء الاختبارات أن تمر بجوار أحد المجمعات التجارية وخصوصاً في الفترة الصباحية تحديداً التي تعقب الاختبار بفترتيه فإنك سترى مجموعةً كبيرةً من طلابنا وطالباتنا المراهقين والمراهقات يقضون أوقاتاً خطيرةً في التسكع بلا هدف ولا فائدة سوى أنهم أصبحوا على مرمى حجر من تجار التلاعب بالأخلاق والقيم، وكم سمعنا عن شابٍ وشابةٍ قادتهم مثل هذه الفترات إلى وادي الانحراف الأخلاقي.
تجار الرذيلة ينشطون في فترة الاختبارات، وتجار المخدرات ينشطون في فترة الاختبارات، وأنواع متعددة من رفقاء السوء ينشطون خلال الاختبارات، وحوادث أليمةٌ ومميتة تذهب بأعداد كبيرة من فلذات الأكباد تقع خلال فترة الاختبارات تحديداً ، ومما يزيد الأمر سوءًا هو كسل كثير من الآباء عن المتابعة خلال هذه الفترة الحساسة.
يقول اللواء صالح بن إبراهيم العليان مدير شرطة منطقة الباحة في لقاء تربوي أقامته الإدارة العامة للتربية والتعليم بتلك المنطقة : (إنني أطالب رجال التربية والتعليم ببذل المزيد من الجهود في سبيل التعاون مع رجال الأمن والقضاء على آفة المخدرات التي يكثر ترويجها قبل فترة الاختبارات أمام المدارس، وأنبه على وجوب متابعة الأبناء بعد الاختبارات مباشرة حيث يبدأ المرح غير المفيد مما ينتج عنه حوادث مؤلمة يروح ضحيتها الشباب).
إن خروج الطلاب من المدرسة بعد الاختبارات يعد مشكلة كبيرة تحتاج إلى حلول عاجلة وتعاونٍ من الجميع؛ فهذه الفترة التي تمتد أحيانا إلى أربع ساعات لا يخفى على الجميع ما يحدث فيها من سرقات وعراك وتهور وتجمعات أحياناً أمام المدارس، وفي أحيان أخرى في الأماكن العامة كالمجمعات التجارية التي تزدهرُ فيها سوق المعاكسات والتبادلات المشينة بالصور والمقاطع الخليعة.
هناك بعض الحلول المقترحة للتغلب على هذه المعضلة أو للحد منها سواء على مستوى الشباب أو الشابات ومن ذلك أرى أن أولها حضور ولي أمر الطالب في ساعة معينة لأخذ ابنه مباشرة أو تأخير خروج الطلاب إلى الساعة الحادية عشرة أو ما بعد ذلك ويكون خروجهم موحداً بحيث لا يكون هناك مجال للطالب إن يذهب لأي جهة أخرى سوى المنزل ومن الحلول أن يبقى المشرف المناوب متواجداً مع الطلاب داخل ساحة المدرسة ومفرغاً من أي تكليف من مراقبة أو تصحيح أو مراجعة، ومن خلال التجربة يشاهد كثيرٌ من الطلاب أثناء خروجهم من المدرسة بعد الاختبارات يجتمعون في المطاعم المجاورة والبوفيهات دون الذهاب إلى منازلهم وهذا بلا شك مكمن خطر ما لم ينتبه له أولياء أمورهم.
ومن المقترحات تفعيل دور مراكز الأحياء فلو كان هناك مجال أن تفتح هذه المراكز في الصباح وتستقبل هؤلاء الطلاب لممارسة بعض الهوايات بعد خروجهم أو حتى صلاة العصر لكان هذا أفضل طريقة لاحتواء هؤلاء الشباب الذين يحتاجون كل رعاية وأمام أنظار أولياء أمورهم لذلك لابد من وضع حلول لهؤلاء الشباب من أجل تفريغ الشحنات التي يحملونها علماً أننا مقبلون على فترة إجازة طويلة.
أن من واجب المدرسة أن تزرع في نفس الطالب حب وطنه والانتماء إليه والحفاظ على مكتسباته لأنها ملك للجميع فإذا لم تغرس تلك الأمور في الطالب فإنه سيخرج إلى الشارع ويقوم بتكسير ما تقع عليه يده من سيارات ومحلات فإذا زرع التربويين ذلك فإن الطالب سينطلق من تلقاء نفسه من دون رقيب وحسيب
ومن الواجبات التي يجب أن تتعاضد على تحقيقه كافة الأجهزة المعنية بالتربية هو الحفاظ على طلابنا وطالباتنا من تجاوزات المنحرفين سلوكيا وأخلاقياً وفكرياً حتى لا تتحطم هذه الزهرات المتطلعة إلى المستقبل بكل تفاؤل لأنها اصطدمت في بداية طريقها بمنحرفين لم يجدوا من يضرب على أيديهم، ولم يجد ضحاياهم من يحذرهم من مخاطر رفقتهم والاختلاط بهم.
أَطْيَبْ تَحِيَة مِنِـي وَ .. أَرَقُهاَ .. مَعَ تَمَنِياَتِي لَكُم بِالتَوْفِيـقْ داَئِـماً ..